الإسلام دين الحرية و السلام.. 🤔

أتذكر في إحدى الأيام(كنت في إحدى الندوات) حيث كنت ناقصة في معرفة ديني لازلت كذلك لكني تطورت قليلا على ما كنت فيه الحمدلله .. سألنا أجنبي ليس بمسلم.. ” كيف نقول على الإسلام بأنه دين سلام و في قرآننا الذي هو محور حياتنا نجد آيات الجهاد؟!..”

صمتنا و بدأ البعض يدافع بما لا يعرف.. و بدأوا يترامون الكلمات أحد يتمم تمتمات الآخر محاولين تلبيس الدين ما لم يذكر بصريح العبارة فيه.. المهم خلاصة ذلك اليوم فوز السائل لأننا كنا مجموعة من المنفوخين الظانين أننا أبهات العالم و سلاطينه.. ممتلئين بأمجاد من سبقون اسما.. أما فعلا ما كنا من أمتهم حتى.. فالجهل كان واضحا فينا.. وهم كانوا علماء عمالا على معرفة دينهم.. لم يتدينوا وراثة بل تدينوا و اتبعوا الديان علما..

العالم أفضل من العابد.. في قصة قاتل المئة.. عندما شارف السيد على اليأس ذهب ليسئل عابدا عن هل يغفر الله له ما أسرف و قتل.. العابد لا يعلم كثيرا في أمور دينه لكنه يعرف الله بقلبه.. أنكر عليه فعله فقتله السائل .. و كآخر محاولة له أن يتوب ذهب لعالم.. و قارعه بحجج الدين و أن الله يقبل توبة التائب و الاستغفار صادقة لمنكسر و عائد.. فتاب..

الدين لا يدافع عنه بجهل.. فالله أنزل حججه.. و هي ظاهرة بائنة للعيان.. الدين يدافع عنه بعلم.. و يحب بعلم.. و يتبع حق الاتباع بعلم..

أتذكر أنه بعد الحادثة بقي السؤال :” لما هناك آيات جهاد إن كان دينني دين سلام؟!”.. ينخر في داخلي.. لكنني كنت مماطلة لا أزال لكن حينها كنت مماطلة بشكل ممل جدا.. لم أبحث عن السؤال لكن السؤال لم يغادر ذاكرتي قط..

بعد أعوام و بلطف من الله صادفت فيديو.. لإياد قنيبي حفظه الله.. و كان أول فيديو أشاهده لهذا العالم.. يبين المسألة التي نخر في ذاتي لوقت طويل.. رجل عالم علمي سيعطي براهينا علمية شافية..

لي مدة لم أشاهد الفيديو.. و عندما شاهدته و كأنني أشاهده لأول مرة.. لا أدري أأكتب شيئا أم أكتفي بقوله.. فقد قال كل ما أردت كتابته.. أنصحكم بشدة في مشاهدته.. مدته خمسة دقائق.. تقدر بعمر كامل و الله..

المهم هو أن الدين دين حق و عدل.. و هذا ما غاب عني حينها.. و هذا ما لن يغيب عني بعدها..

كنت دائما أعبد الله بفطرة.. أعرف أنه ما خلق شيئا باطلا.. و كنت زاهدة في تعلم الدين.. لأنني كنت أرتكز على الفطرة في العبادة.. و كنت أبرئ نفسي بقولي كل واحد منا مسؤول على نفسه.. و لمن أراد معرفة شيء فليبحث عنه..

لكن الأصل في دين النصح و الإرشاد.. فلا يجوز لمسلم كتم حق أو علم عرفه.. و لا يجوز لمسلم الفرار من موعظة سئل فيها مماطلة منه.. الإسلام أمانتنا التي ستشهد لنا.. صحيح أننا نحن من نحتاجه.. و باحتياجنا له يجب أن نوصله على الوجه الذي أنزله الحق تبارك و تعالى..

كل هذا و الله أعلم.. انحرف مسار المقال بمشاهدتي للفيديو.. إذ لم أجد طائلة من كتابتي ههه.. لكن المغزى و الهدف بقي على ما نويته.. هداني الله و إياكم إلى ما يحبه و يرضاه..

و آخر دعوانا فيها أن الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين 🌺

من كتاب موت صغير.. للكاتب علوان..